في طريق العودة من النوبارية- تلك المدينة الجرداء التي
استعمرها الذبا ب بأمر من وزير الاستثمار الذي اصطحبنا –
مجموعة من الصحفيين – لنشاهد علي الطبيعه مصنع
السكر الوحيد بالمنطقة التي تذكرت الحكومة بعد 26 سنه
من حكم مبارك ان تعمرها و كان الذباب اللزج من اوائل
روادها – و بعد ان نزلنا اتوبيس الوزارة في التحرير ركبت
اتوبيس تاني اخضر في اصفر بجنية و بريزة و الله لاواصل
رحلة العودة الي البيت بعد ان انهكني الذباب بسماجته و
لزوجته واتشويت في الحر و تدريجيا نزل ملاك النوم و
غفلت في الاتوبيس و استيقظت علي صوت بناتي رقيق جدا
رغم حالة العنف الت اكتنفت صاحبته وقتها و سمعتها بتقول
" يا واطي يا زباله و اظن ان البنت كانت مهذبة جدا لانها
ظلت تردد هاتين الشتمتين طول الوقت و هو ما يدل ان
قاموس شتائمها يقتصر علي يا واطي و يازبالة المهم فهمت
من كلام البنت مع الناس ان الولد اللي قاعد في الكرسي اللي
وراها حاول يتحرش بها او اتحرش بها فعلا و في زروة
روايتها للناس من حولها التفتت و ضربت الولد بالقلم علي
وشه ضربه جعلته يحاول ان يضربها ...
و المستفز في الموضوع ان جميع الركاب و اغلبهم رجاله لم
يحاول أي واحد منهم ان يدافع عنها و ينهر الولد السافل عن
ضربها و الظاهر ان واحد من الرجالة الموجودين افتكر
فجأة انه راجل فامسك بيدا لولد قل ان تلمس البنت و اشتبك
معه و قال له ازاي تمد ايدك عل بنت و كان الاشتباك قويا
جعل الركاب يتحركون لفكه .... و بعد ان انفض الاشتباك
ظهر شاب غريب جدا ليس له أي علاقة بالموضوع اساسا و
نزل شتايم في البنت المسكينة و حاول ان يعتدي عليها
بالضرب قائلا انتي لو محترمة ملحوظة ابنت كانت محجة و متشمة جدا-ماكنش جه ناحيتك و بعدين
يرجع يقول انت اللي سافلة و فاكرة الناس كلها واطية و قليلة
الادب زيك و انت و انت و انت
هذا الشاب بهتني تماما يعني مش كفاية انك سلبي من البداية
و لم تحاول مساعدة البنت باي مساعدة لا و كمان جاي
تعتدي عليها ايه ده اية اللي بيحصل ده مين ده
....اتصدمت جدا من رد فعل الناس الموجوده اللي مش بس
كانوا سلبيين و تدخلوا بسلبية ايضا في اللحظات الاخير لا و
كمان منعوا البنت لما حاولت تعمل للولد السافل محضر دول
الرجالة اما الستات فكانوا عمالين يسكتوا البنت قائلات ربنا
امر بالستر ما تفضحيش نفسك و كأن البنت حملت سفاحا من
الولد برضاها و رايحة تشنع علي نفسها
هل هي دي مصر و هل هم دول المصرين انا بجد
مصدومة و بالرغم من اني كنت مرهقه جدا من ذباب
النوبارية الا ان النار و الحرقة التي كانت في الصوت
الرقيق الذي استنجد بكل الناس و لم ينجده احد لم يفارق اذني
حتي الان بل و تملكتني الوساوس و التخيلات السوداوية و
تصورتني مكان هذة البنت مقهورة و مظلومة تواجة حفنه
من الجهلة و المكبوتين و المعقدين نفسيا و الكسالى و من
تركوا مرؤتهم في منازلهم و ربما في اماكن بعيدة عن
منازلهم حتي لا يتذكروها قبل ان يخرجوا للشارع
Thursday, August 23, 2007
Subscribe to:
Posts (Atom)